في محاولة لتتبع كل هذا الحديث عن جماليات السينما، سنجد أن الأمر يتمحور في البداية حول ما نسميه بالتوليف السينمائي، أي عملية المونتاج والتي تولد معنى فنياً مؤثراً حينما يقوم مخرج ما يتميز بالعبقرية والتفرد، مثل الأميركي ديفيد غريفيث والروسي سيرجي أزنشتاين، بإعطاء معنى جديد في لقطة أو صورة ما نتيجة لقطات سابقة وهكذا. ثم تحول الأمر إلى الحديث عن جماليات السينما المتفردة عن غيرها من الفنون من جهة الاختزال في الزمن والتنقل في المكان، قبل أن يتحول الحديث عن جماليات شكلية تتعلق باللون والإضاءة والصورة إجمالاً، والصوت والموسيقى والمؤثرات ثم الجماليات الناتجة عن المعنى المضمن في المشهد وأداء الشخصيات والطريقة السردية التي يقدمها الفيلم لحكاية ما. وهنا سنلحظ أن العوامل التي تبرز جماليات الفيلم السينمائي، لا يكاد يمكن حصرها وينتهي الحديث حولها، ولطالما كانت هي محل النقاش والجدل والتحليل لدى النقاد والدارسين حتى على المستوى الأكاديمي في الجامعات والمعاهد المتخصصة. ومما لا شك فيه أن الوصول إلى هذا المستوى من دراسة جماليات السينما ونظريات الفيلم هو ما يعطي الفيلم قيمة أكبر من المشاهدة العادية التي تتوقف غالباً على الإعجاب بالفيلم من عدمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق